ويشغلنى مصير الكتاكيت

و إن هجرتهم.. فلن انساهم

منذ فترة تتابعت اسباب قهرية اجبرتنى على الاختفاء عن المدونة، ولمّا انتهى ما كان يمنعنى منعت انا نفسى عن هنا. جئت بعد فترة غياب لأشعر بالمكان غريباً، ليس كما اعتده من قبل وشىء آخر فى نفسى منعنى بشكل ما عن الكتابة والبوح. ا

كل هذا جعلنى اقلق على مصير تلك المدونة التى ربما انكر علاقتى بها –كعلاقتى بكل الاشياء من حولى- حتى لا اتعلق بها لدرجة الادمان، وهذا بالفعل ما استطعت فعله، وكنت امر من وقت لآخر، اسجل ما بخاطرى وامر عليهم اتعرف اخبارهم. ومع مرور الوقت اصبح معظم العابرون من هنا اصدقاء، وربما كنت اعرف بعضهم من قبل فى الحقيقة بشكل او بآخر. لذا لا اسمى نفسى "مُدوِّنة"، ولا اعتبر هذا المكان جزء من عالم تدوينى كبير، لكنه فقط جزء من دائرة اصدقاء صغيرة، مما زاد المكان دفئاً. ا

فلم يكن ابتعادى عن هنا لظروف ما ليقلقنى، فعالمى الحقيقى اهم بكثير، لكن ابتعادى عن المدونة باختيارى ازعجنى فى الفترة الاخيرة. اشياء كثيرة تحدث فى حياتى كان لابد من تسجيلها، لكن الكلمات تتزاحم فى قلبى ترفض ان تتحول لحروف على صفحة "وورد"، او حتى على صفحات دفتر يومياتى. وان سجلت بعض مايحدث على ورق، افكر مائة مرة قبل ان اضعه/ اضيعه هنا، ولا اعلم ما اخشاه تحديداً، لكن شيئاً ما كان يلزمنى الصمت، ربما ان كنت كتبت فى الفترة الاخيرة كان جواً من الاكتئاب سيخيم على المدونة، فآثرت الصمت مراعاة لمشاعر الكتاكيت، ورغبة فى الاحتفاظ بمدونتى متفائلة بيضاء، او على الاقل احرص الا تتعدى حد الشجن. لكن المدونة جزء من حياتى –وان كان بسيطاً. والحزن جزءاً هاماً ايضاً منها. وتسجيله هنا مباح ان كان الحزن مستباح. ا

افتقد كتاكيتى كثيراً، افتقد من يمرون من هنا. و ما افتقده اكثر هى "انا".. اريد ان اكتب.. ان اتواصل معى.. ان اعرف اخبارى.. وابوح لى. ولكل منا طريقته فى البوح والتواصل مع نفسه، وربما الكتابة هنا هى انسب طريقة لى. لا اعد نفسى بالتواجد بصورة اكبر من ذى قبل، لكن على الاقل ان اردت ان ابوح فلن اتردد.

ا

الامر لا يحتمل ما يزيد غربتى، ولن احتمل انا ان اختار لى غربة اخرى.ا

لا تهجروا مدوناتكم.ا

فى الغربة- يحيى غنام

______

ملحوظة لى: التفكير الزائد عن الحد والتردد سيضيعانكِ ان شاء الله.ا